الاستثمار الجريء في السعودية

الاستثمار الجريء

يعد الاستثمار الجريء من أشهر أنواع الاستثمار التي يمكن العمل بها في المملكة العربية السعودية، خاصة مع تزايد فرص الاستثمار في المملكة، وهذا نتيجة لحرص المملكة الكبير على تعدد مصادر استثماراتها في العديد من المجالات، وعدم اقتصار الاستثمار على مجال واحد فقط.

 ولذلك قامت السعودية بإصدار العديد من التشريعات التي تحفز الكثير من المستثمرين المحليين والأجانب على الاستثمار في مشروعات داخل المملكة، وهو الأمر الذي سيساهم بشكل كبير في تعزيز اقتصاد المملكة وازدهاره، وهو ما يعد من أهم أهداف رؤية المملكة لعام 2030 م. 

ومع تزايد العديد من الأسئلة التي يتم طرحها حول الاستثمار الجريء؛ فقد قررنا في هذا المقال الحديث عن هذا النوع من الاستثمار بشكل تفصيلي، مع ذكر العديد من المعلومات الهامة التي تتعلق به. 

تعريف الاستثمار الجريء

قبل البدء في تعريف هذا النوع من الاستثمار، يجب القول أن الاستثمار بشكل عام هو عبارة عن شراء أصول لجني أرباح مادية تزيد عن القيمة الشرائية، كما أن الاستثمار عامة يعد من أهم الأجزاء حيوية في الاقتصاد العالمي، بجانب أنه يعد المحرك الأساسي للكثير من الأعمال التجارية الكبيرة حول العالم. 

ويعد الاستثمار الجريء من أهم أنواع الاستثمار الموجود في السعودية، بجانب الاستثمار العقاري وأيضًا الاستثمار المتعلق بالأسواق المالية، ويتمثل تعريف الاستثمار الجريء في أنه عبارة عن شكل من أشكال التمويل المالي مع تأمين الخبرات العملية لرواد الأعمال والشركات الناشئة التي تسعى للاستثمار الجريء من أجل الوصول إلى أفضل معدلات النمو. 

الاستثمار الجريء

وتقوم الشركات الناشئة بالسعي المستمر من أجل تحقيق أفضل معدل للنمو من خلال عدة خطوات هامة، هي: 

  • تطوير المنتجات والخدمات المقدمة.
  • دخول أسواق جديدة. 
  • تحسين العمليات وزيادة التوظيف. 

وتعمل الشركات المتخصصة في هذا النوع من الاستثمار “الجريء” على عقد صفقات استثمارية في الشركات الواعدة عبر إجراء شراكة بينها وبين شركاء محدودين، ولذلك يمكن القول أن هناك تعريف جديد لهذا النوع من الاستثمار وهو “الاستثمار المغامر” والذي يعد من أشكال الاستثمار عالي المخاطر في الشركات الناشئة.

حيث ترى الشركات الممولة أن هناك فرصة استثمارية كبيرة في الشركات الناشئة تضمن لها تحقيق مكاسب مادية كبيرة تتناسب مع حجم المغامرة أو المخاطرة، بالإضافة إلى أن دعم الشركات الممولة لا يتوقف على التمويل فقط، بل تعمل هذه الشركات أيضًا على تقديم النصائح للشركات الناشئة في كافة مراحلها. 

قد يهمك أيضًا قراءة: شروط الاستثمار الأجنبي في السعودية

نبذة هامة حول تاريخ الاستثمار الجريء في السعودية

بدأ العمل في هذا النوع من الاستثمار داخل المملكة في عام 2018 م، وكانت بدايته عند تأسيس الشركة السعودية للاستثمار الجريء لتشجيع تمويل الشركات الناشئة الصغيرة والمتوسطة، وهذا بداية من المرحلة التي تسبق التأسيس وصولًا إلى مرحلة ما قبل الطرح الأول للاكتتاب العام. 

ومنذ تأسيس الشركة، تم تقديم الدعم إلى ثلاثين صندوقًا وخمس مجموعات من المستثمرين الملائكيين، والتي قامت بالاستثمار في ما يزيد عن 400 شركة ناشئة في مختلف المجالات، وقد وصلت نسبة نمو هذا النوع من الاستثمار إلى 124% وهذا في خلال عامين فقط. 

أهم مميزات الاستثمار الجريء 

قد يتساءل العديد من الأشخاص حول مميزات الاستثمار الجريء وما الذي يميز هذا النوع عن الاستثمار التقليدي، ويمكن القول أن الاستثمارات الجريئة عادة ما تستهدف الشركات التي تقوم بعمل نقلة نوعية في السعودية، مع إحداث تغيير كبير في السوق وفي طريقة تقديم المنتجات. 

هذا بجانب أن هذا النوع من الاستثمار غالبًا ما يحصد مكاسب مادية تتفوق بشكل كبير على مكاسب الاستثمار التقليدي، كما أن هناك بعض المميزات الأخرى التي تختص بها الاستثمارات الجريئة، ويعد من أهمها ما يأتي: 

الاستثمار الجريء

1- نوع الشركات الحاصلة على الاستثمار: عادة ما يعتمد الاستثمار التقليدي على اختيار شركات تمتلك مستوى أقل في الخطورة، وعادة ما تكون قد تخطت مرحلة النمو وتحتاج إلى تمويل مناسب بشكل كبير، كما أن الاستثمار في هذه الحالة إما أن يكون بشكل مباشر أو عبر شراء الشركة وإعادة تنظيمها ومن ثم يتم بيعها بسعر أعلى. 

أما عن الاستثمار من النوع الجريء فهو يكون بخلاف الاستثمار التقليدي؛ حيث يعمل هذا الاستثمار على تمويل الشركات الناشئة والتي لا تزال في مرحلة البداية، وتحتاج إلى الكثير من الإمكانيات من أجل العمل والإنتاج. 

2- تقييم الشركات: من أهم الفروقات الموجودة بين الاستثمار التقليدي والجرئ هو مدى اعتماد الشركات على البيانات الخاصة بالتدفق النقدي والإيرادات الحالية والعديد من الأصول غير الملموسة الأخرى، بينما الاستثمارات الجريئة تعمل على تقييم الشركات الناشئة وفق القيمة المتوقعة لها مستقبلًا. 

3- المخاطرة العالية وهامش الربح: لا شك أن نسبة المخاطرة في الاستثمار الجريء تفوق النسبة الموجودة في الاستثمار التقليدي، ورغم ذلك إلا أن هامش الأرباح عادة ما يكون أعلى بكثير؛ ولذلك دائمًا ما يسعى المستثمرون الجريئون إلى إمداد الشركات الناشئة بالخبرات اللازمة والتمويل من أجل الحد من المخاطر وزيادة نسبة الأرباح. 

4- المحفظة الاستثمارية: يعمل الاستثمار التقليدي على تركيز محفظة استثماراته على عدة شركات محدودة، بينما النوع الجريء من الاستثمار يعمل على وجود تنوع في محفظته الاستثمارية للحد من نسبة المخاطر محتملة الحدوث. 

قد يهمك أيضًا قراءة: الجولات الاستثمارية

آلية عمل الاستثمار الجريء في السعودية

قد يتساءل الكثير من الأشخاص حول الكيفية التي يعمل بها الاستثمار من النوع الجريء داخل المملكة، والإجابة تكمن في أن الشركات الناشئة تمر بعدة مراحل خلال فترة النمو، ويعد من أهم هذه المراحل ما سنذكره في السطور القادمة. 

1- مرحلة التأسيس: تعتمد هذه المرحلة على توفير المستثمر رأس مال صغير لشركة من الشركات الناشئة والتي تكون في أول مرحلة لها؛ وهذا حتى تستطيع الشركة إجراء عمليات التطور ودراسة السوق، وأيضًا تطوير خطة العمل، وعادة ما تكون هذه المرحلة هي أول استثمار رسمي تحصل عليه الشركة الناشئة، ويكون هذا في مقابل حصول المستثمر على نسبة أو بعض الأسهم. 

2- الجولة الاستثمارية: تعرف المرحلة الثانية باسم المرحلة الأولية أو الجولة الاستثمارية، وتتضمن هذه المرحلة استهداف الشركات التي تكون في طور النمو، كما أن قيمة رأس المال تكون أكبر من مرحلة التأسيس؛ وهذا لحاجة الشركات إلى مبالغ مالية أكبر للبدء في الإنتاج. 

3- المرحلة المتقدمة: في هذه المرحلة تتمكن الشركات من توصيل منتجاتها إلى أسواق كانت مستهدفة من قبل، كما أن حضورها يكون في تزايد مستمر في السوق، ويصبح لها حضور قوي ومميز. 

وفي ختام هذا المقال، يعد الاستثمار الجريء من أفضل أنواع الاستثمار التي يمكن خوضها في المملكة العربية السعودية، وعلى الرغم من نسبة المخاطرة المرتفعة التي تحيط بهذا الاستثمار، إلا أن عادة أرباحه ما تكون أكبر بكثير من المخاطر المتوقعة. 

وفي حالة وجود أي استشارات قانونية بشأن هذا الأمر؛ فيمكنكم طلب استشارة من خلال الموقع (طلب استشارة قانونية) أو التواصل معنا بكل سهولة على الواتساب من هنا.

روابط قد تهمك:

شارك هذه المدونة

تواصل معنا على الواتساب