تعد المركزية واللامركزية من أهم أنظمة العمل في الشركات، ويتميز كل نظام منهما بامتلاكه عدة أدوات وآليات تسهل عملية التواصل بين الأقسام الإدارية المختلفة، كما أن لكل منهما مميزات تحفز على اختياره وعيوب تجعل الآخر هو الاختيار الأفضل.
ولذلك يمكن لكل صاحب مؤسسة أو شركة اختيار النظام الأنسب بالنسبة له من هذين النظامين، لكن هذا الأمر لا يتم إلا بعد التعرف بشكل واضح وتفصيلي على النظامين كاملين.
وفي هذا المقال، قررنا الحديث بشكل تفصيلي عن المركزية واللامركزية في الشركات، مع ذكر مميزات وعيوب كل منهما، بالإضافة إلى بعض الأمور الهامة الأخرى التي تتعلق بهما.
احصل على استشارة قانونية بـ 100 ريال فقط بدلًا من 500 ريال
المركزية واللامركزية وتنظيم الشركات الإداري
عند الحديث عن أمور تنظيم الشركات وإدارتها، نجد أن هذا الموضوع من الموضوعات الشائكة، والتي اهتم بها القانون اهتمامًا بالغًا؛ وهذا يرجع إلى أن التنظيم الإداري للشركات يعد من أهم عوامل نجاحها وتحقيق أهدافها، وهو ما يساهم في تعزيز اقتصاد الدولة بشكل كبير.
وللوصول إلى النجاح، لا بد من القيام بتوزيع مسؤوليات العمل على عدد من الأفراد يقومون بإدارة الشركة، مع العمل على تقسيم الإدارات فيما بينهم، وفقًا لتخصص كل منهم وطبيعة عمله ودراسته، وفي هذه الحالة تتبع المؤسسات أسلوبين في الإدارة، الأول هو الإدارة المركزية والثاني هو الإدارة اللامركزية.
كما يمكن استخدام كلا النظامين معًا، أو تطبيق نظام واحد فقط بمفرده، ويرجع هذا الأمر إلى رغبة الشركة وإرادتها، وبالحديث عن المركزية واللامركزية في الشركات، فقد أثار هذا الأمر جدلًا كبيرًا في الفترة الأخيرة بين خبراء الإدارة، وصار كل منهم يتحدث أن لكل من المركزية واللامركزية تعريف يميزه، وكذلك مزايا وعيوب، ولا بد من التعرف على كافة هذه الأمور قبل اختيار أيٍ منهما.
المركزية واللامركزية في الشركات| مفهوم المركزية
تعد المركزية هي أقدم الأنظمة المستخدمة في إدارة الشركات، وهي تتميز بتعدد تعريفاتها، ويعد من أهم هذه التعريفات:
- أن تكون السلطة الإدارية حصرية لأعلى فرد في المستوى الإداري للشركة، ويكون هو الوحيد الذي يحق له اتخاذ كافة القرارات، دون مشاركة أي فرد آخر.
- العمل على جمع كافة صلاحيات اتخاذ القرارات وجعلها محصورة في يد سلطة واحدة، وتقوم هذه السلطة بالانفراد باتخاذ القرارات في جميع شئون الشركة .
- أن يكون حق الاحتفاظ بالسلطة مقتصرًا على شخص واحد فقط في المؤسسة.
أهم مميزات الإدارة المركزية في الشركات
هناك عدة مزايا تختص بها المركزية في الشركات، ويعد من أهمها ما يأتي:
1- استغلال الإمكانيات الاقتصادية المتاحة بأفضل طريقة ممكنة.
2- تقليل نفقات الشركة، مع العمل على تحقيق أفضل إنتاجية ممكنة.
3- سهولة عملية الرقابة، وأيضًا عملية اتخاذ القرارات.
4- تحديد مهام كل فرد بشكل دقيق، وجعل الانضباط هو سمة المؤسسة الأساسية.
5- تمكن الموظفين من اكتساب خبرات إدارية عالية.
6- سهولة التنسيق والتعامل بين إدارات المؤسسة المختلفة.
7- التخلص من أي أنشطة مكررة، مع إتاحة الفرصة للاستفادة من إمكانيات الموظفين المتميزين.
8- من خلال تطبيق المركزية، فإنه يمكن ضمان نسبة أقل من الأخطاء، كما أن المخاطر تكون في أدنى مستوياتها.
المركزية واللامركزية| عيوب الإدارة المركزية في الشركات
كما أن للمركزية عدة مزايا تجعلها خيارًا مناسبًا للكثيرين من رواد الأعمال وأصحاب المؤسسات، إلا أن لها بعض العيوب التي تجعل من الضروري التفكير جيدًا قبل اختيار النظام الأفضل في الإدارة.
ومن أهم عيوب المركزية ما يأتي:
1- تساهم المركزية في خفض الروح المعنوية الخاصة بالإدارات الأقل من الإدارة العليا صاحبة اتخاذ القرارات؛ نظرًا إلى عدم مشاركتهم أو مشاورتهم في أي قرار يتم اتخاذه.
2- اعتماد أعضاء الإدارات الأقل على أعضاء الإدارة العليا؛ وهو ما يؤدي إلى غياب روح الحماس والابتكار.
3- عند اتخاذ أي قرار خاطئ، فإن الأمر لا يؤثر على الإدارة المتخذة له فقط، بل يمتد تأثيره إلى كافة إدارات الشركة.
4- إغفال بعض النقاط الهامة المرتبطة بأعضاء الإدارات الأقل في مرحلة اتخاذ القرارات من أعضاء الإدارة العليا.
5- من خلال تطبيق المركزية، يصبح هناك حالة من الاتكال لدى بعض أعضاء الإدارات الأقل في المستوى والصلاحيات، من خلال امتناعهم عن التصرف في أي موقف طارئ لانتظارهم رأي الإدارة العليا.
المركزية واللامركزية في الشركات| مفهوم اللامركزية
تتميز الإدارة اللامركزية أنها أكثر مرونة من الإدارة المركزية عند اتخاذ القرارات، وقد ظهرت اللامركزية كنظام إدارة حينما اشتدت الحاجة إلى ظهور قوانين جديدة تتماشى مع المشروعات والشركات الجديدة التي يتم تأسيسها.
وقد ساهم ظهور اللامركزية في التخفيف عن الإدارة المركزية في عدة أمور، لكن يجب التنويه إلى أنه على الرغم من مرونة اللامركزية واختيار الكثيرين لها، إلا أن الشركات والمؤسسات تحتاج إلى قدر لا بأس به من المركزية في بعض الأمور.
وبالحديث عن مفهوم اللامركزية، نجد أن مفاهيمها قد تعددت بشكل كبير، لكن يعد من أهمها ما يأتي:
- هي أحد طرق الإدارة التي تتضمن عدد من المرؤوسين المساهمين في عملية اتخاذ القرار، وهذا من خلال نقل سلطة اتخاذ القرار من الإدارة العليا إلى بعض الإدارات الأدنى وفق اختصاص كل منهم.
- أن يتم إسناد عملية اتخاذ القرار وإصدار الأوامر إلى بعض المسؤولين في الإدارات الأدنى داخل تنظيم الشركة الإداري.
- إسناد بعض أو كل اختصاصات الإدارة العليا إلى بعض الإدارات الأقل في الشركة.
قد يهمك أيضًا قراءة: أنواع الشركات في السعودية
مميزات الإدارة اللامركزية في الشركات
هناك عدة مميزات تختص بها الإدارة اللامركزية، ويعد من أهمها ما يأتي:
1- تفرغ مديري الشركة من أجل اتخاذ القرارات المصيرية الهامة، وعدم تركيزهم على الأمور الأقل أهمية.
2- إحداث نوع من التوازن بين كافة إدارات الشركة.
3- ظهور روح التنافس بين الإدارات، مع تنوع الأفكار والابتكارات.
4- عند تعرض أي قرار يتم اتخاذه للفشل؛ فإن هذا الأمر يؤثر فقط على الإدارة المختصة، ولا يؤثر على كافة أقسام الشركة.
5- سرعة عملية اتخاذ القرارات، وأيضًا حل المشكلات التي قد تحدث.
عيوب الإدارة اللامركزية في الشركات
رغم تعدد مزايا الإدارة اللامركزية، فإنها تتضمن بعض العيوب، يعد من أهمها:
1- صعوبة عملية تواصل الإدارات مع بعضها البعض؛ وهو ما يؤدي إلى وصول المعلومات من إدارة إلى أخرى بشكل بطئ.
2- زيادة التكاليف العمومية وأيضًا التكاليف الخاصة بعملية التشغيل، مع وجود ازدواجية في الخدمات والقرارات.
3- عدم وجود وحدة في القرارات التي يتم اتخاذها، وعادة ما تتسم بالضعف والتشتت والتناقض.
4- يؤدي تطبيق اللامركزية في الشركات إلى ضعف عملية التواصل ما بين الإدارات والإدارة العليا؛ وهو الأمر الذي ينتج عنه ضعف في الرقابة العامة والإشراف.
5- التخلي عن خبرات المتخصصين في الإدارة، مع عدم الرجوع إليهم ومشاورتهم في القرارات التي يتم اتخاذها.
قد يهمك أيضًا قراءة: شروط الاستثمار الأجنبي في السعودية
المركزية واللامركزية| عوامل تحدد درجة اللامركزية في الشركات
هناك عدة عوامل متعددة تعمل على تحديد درجة اللامركزية في الشركات والمؤسسات، وتختلف هذه العوامل نظرًا إلى طبيعة الشركات، حيث يوجد الكثير من المؤسسات التي تعتمد نظام اللامركزية، لكن هناك بعض الأمور التي لا تتم من من خلال الإدارة المركزية.
ويعد من أهم هذه العوامل ما يأتي:
1- حجم المؤسسة: يساهم حجم الشركة أو المؤسسة في تحديد درجة اللامركزية، إذ أن المؤسسات الكبيرة تحتاج غالبًا إلى اتخاذ العديد من القرارات الهامة، كما أنها تمتلك الكثير من الإدارات والمستويات الإدارية المتعددة، وهو الأمر الذي يساهم في ضياع الكثير من الوقت من أجل اتخاذ قرار ما.
كما أن القرارات المتأخرة عادة ما يكون لها تكلفة كبيرة، ولذلك ففي هذه الحالة لا بد من العمل على تقسيم الشركة إلى عدة إدارات لامركزية؛ من أجل سهولة وسرعة عملية اتخاذ القرار، بالإضافة إلى العمل على تعزيز كفائتها.
2- عقلية الإدارة العليا للشركة: عادة ما يسعى أصحاب التفكير المميز والعقلاني إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من الإنتاجية والربح، ولذلك عادة ما يفضل أصحاب العقلية المتطورة إلى تطبيق نظام اللامركزية في مؤسساتهم؛ كونهم يفضلون المشاركة في عملية اتخاذ القرار، وهذا بخلاف أصحاب العقلية التقليدية، والذين عادة ما يتشبثون بنظام المركزية في شركاتهم.
3- توفر عدد من المديرين التنفيذيين: في كثير من الأحيان، يكون هناك استعداد من جهة أعضاء الإدارة العليا في الشركة لتطبيق نظام اللامركزية في المؤسسة، لكن ما يعيق تحقيق هذا الأمر هو عدم وجود مديرين تنفيذيين لديهم القدرة على تطبيق الأمر وضوابطه، ولذلك يساهم مدى توفر مديرين تنفيذيين في تحديد درجة اللامركزية في الشركات.
وفي ختام هذا المقال، نكون قد حاولنا توضيح الفروقات الأساسية بين المركزية واللامركزية في الشركات، والتي تعد من الأمور الهامة وتعمل على إثارة الجدل في الكثير من الأوساط، وهذا يرجع إلى تفضيل كل فريق إلى النظام الذي يراه صحيحًا.
لكننا ندرك أن لكل مؤسسة رؤية خاصة بها، تعبر عنها وعن أهدافها، ولذلك فإن لكل مؤسسة حرية تطبيق النظام الذي ترغب فيه ويساهم في تحقيق أكبر ربح لها، ويجعل الإدارة أكثر تنظيمًا وانضباطًا.
وفي حالة وجود أي استشارات قانونية بشأن هذا الأمر؛ فيمكنكم طلب استشارة من خلال الموقع (طلب استشارة قانونية) أو التواصل معنا بكل سهولة على الواتساب من هنا.
روابط قد تهمك:
كمال، كاتب محتوى محترف ومتخصص في تحسين محركات البحث (SEO) بخبرة تزيد عن 5 سنوات، يركز على كتابة مقالات مميزة وجذابة تلبي احتياجات الجمهور وتعزز من ترتيب المواقع على محركات البحث، حيث يجمع بين مهارات الكتابة الإبداعية وفهم عميق لتقنيات السيو، مما يساعد العملاء على تحقيق نجاح رقمي ملحوظ.