دعوى الحضانة حسب نظام الأحوال الشخصية، تُعد القضايا المتعلقة بالأسرة من أهم قضايا المجتمعية في الآونة الاخيرة، وذلك بسبب ارتفاع معدل حالات الطلاق بشكل ملحوظ، مما جعل الجميع يتساءل عن صاحب الحق في حضانة الأطفال بعد الانفصال بشكل نهائي.
وتعد دعوى الحضانة حسب نظام الحضانة الجديد لعام 1446 من أهم أسباب الخلاف بين الطرفين، فكل منهما يرى أنه الأحق بضم الأطفال لحضانته، ولذلك تم وضع قانون الحضانة الجديد في المملكة العربية السعودية لإنهاء كافة الخلافات التي تدور حول هذا الموضوع.
كما تم وضع معايير وقواعد منظمة لعملية الحضانة وفقًا لعمر الطفل والجنس وبعض التفاصيل الأخرى التي سنتعرف عليها في هذا المقال..
ما هي تفاصيل دعوى الحضانة حسب نظام الأحوال الشخصية في السعودية؟
لقد جمع النظام كافة المسائل التي يحتاج لها الأب والأم في هذه القضية، كما وضع بعض الشروط والاستثناءات التي تصب في مصلحة المحضون بشكل كبير.
ونلاحظ أن القانون والنظام الجديد قد استهدف إنصاف الأم وقدم لها الحق الكامل في حضانة أطفالها، كما أن قضايا الحضانة من القضايا المستعجلة والتي تسعى الهيئات القضائية للفصل فيها بشكل سريع.
وتحتاج دعوى الحضانة حسب النظام الجديد إلى ثلاث جلسات للفصل فيها، حيث يتم تحديد جلسة أولى يتم فيها الاستماع إلى أقوال المدعي، وفي الجلسة الثانية يتم استماع أقوال المدعى عليه، ويتم الفصل في القضية بشكل نهائي في الجلسة الثالثة والأخيرة.
هل يمكن تقديم طلب إثبات حضانة دون وقوع الطلاق؟
نعم يمكن للأم تقديم هذه الدعوى، وقد نصت المادة رقم 133 من نظام الأحوال الشخصية أن حضانة الأم للأطفال تظل قائمة إذا كان الزواج مازال مستمرًا، وتكون هذه الدعوى في حالة استمرار الزواج بهدف ضمان حق الأم في حضانة الأبناء وعدم سحبهم منها من قِبل الأب في أي وقت، كما أن هذه الدعوى تساهم في تيسير إجراءات السفر للمحضون مع الأم خارج البلاد.
أما إذا تنازلت الأم فيختلف الوضع هنا، فما الذي يحدث في حال تنازل الأم عن حضانة أطفالها؟
أحياناً تجبر الأم على التنازل عن حضانة الأبناء بسبب العنف والإكراه من الأب، وتُجبر على التوقيع على أوراق التنازل مقابل حصولها على الطلاق، وبعد الطلاق تسعى الأم لضم الأبناء لحضانتها مرة أخرى من خلال إثبات أنه تم إجبارها للإمضاء على أوراق التنازل، وبلا شك فإن الأب ينفي ذلك محاولًا إثبات أن الأمر تم بكامل إرادتها وهنا يرجع الحكم النهائي والفيصل للقاضي.
ولكن في هذه الحالة لا يكون إسقاط حضانة الأم على الأطفال نهائي، حيث يمكنها رفع دعوى مرة أخرى لضم الأبناء لحضانتها، وذلك من خلال إثبات أن الأب غير مؤهل لرعاية الأبناء سواء مادياً أو معنوياً.
احصل على استشارة قانونية بـ 200 ريال فقط بدلًا من 500 ريال
وهناك بعض الآباء الذين يقدمون أيضاً على طلب الحضانة، فما هي كيفية تقديم طلب حضانة الأب؟
غالباً ما يكون قيام الأب بتقديم دعوى حضانة ليس في صالحه نهائيًا، وذلك لأن الأولوية في حضانة الأبناء تكون للأم.
كما أن ترك الأم لمنزل الزوجية ليس سببًا في إسقاط حضانتها للأطفال، وخاصةً في المراحل العمرية المبكرة للطفل والتي يجب فيها ضم حضانته لأحد الأبوين، ولكن تكون حاجتهِ لرعاية الأم أكثر من حاجته لتوجيه الأب.
متى تسقط الحضانة؟
الأصل في الحضانة أن تكون للأم كنا ذكرنا، وتسقط عنها الحضانة في بعض الأمور:
- أن تتزوج الأم برجل أجنبي.
- إذا انتقل الحاضن إلى مكان آخر بقصد الإقامة ويؤثر ذلك بالسلب على المحضون.
- إذا سكت المستحق الأول للحضانة عن هذا الحق لمدة تزيد عن سنة بدون عذر، ما لم تقتض مصلحة الطفل المحضون غير ذلك.
ومن المتعارف عليه أن الأب هو المستحق الثاني لأخذ حضانة الأبناء بعد الأم مباشرةً.
وتتساءل بعض الأمهات، هل دائماً يسقط حق الأم في حضانة الأبناء بعد زواجها؟
لا، وذلك لوجود بعض الحالات التي تتزوج فيها الأم وتظل محتفظة بحضانة الأبناء:
الحالة الأولى: أن يكون زواج الأم قد تم من رجل غير أجنبي عن المحضون وبالتالي لا يؤثر عليه سلبًا.
الحالة الثانية: أن تكون مصلحة المحضون هي أن يظل مع أمه رغم زواجها، مثل أن يكون الأب لديه سوابق أو مسجون، أو أمور خلاف ذلك.
في النهاية، يبقى الهدف الأساسي من قوانين الحضانة الجديدة التي وضعتها المملكة العربية السعودية هو تحقيق مصلحة الطفل وضمان استقراره النفسي والاجتماعي، وبينما يحاول النظام الجديد تحقيق العدالة بين الطرفين، تظل القرارات القضائية مرهونة بالظروف الخاصة بكل حالة؛ لذا، من الضروري للأهل الاطلاع الجيد على حقوقهم وواجباتهم لضمان بيئة آمنة ومستقرة لأطفالهم.
وفي حالة وجود أي استشارات قانونية بشأن هذا الأمر؛ فيمكنكم طلب استشارة من خلال الموقع (طلب استشارة قانونية) أو التواصل معنا بكل سهولة على الواتساب من هنا.