إجراءات الإفلاس في الشركات في النظام السعودي

إجراءات الإفلاس

يتزامن في بعض الأوقات عند مرور أي شركة بأزمة مالية أو قانونية التفكير في إجراءات الإفلاس، وقد أقرت المملكة العربية السعودية نظامًا جديدًا يُعرف باسم “نظام الإفلاس السعودي الجديد”، ومن وقتها بدأ البحث بشكل مستمر حول ماهية هذا النظام الجديد وما يتضمنه من مواد وتشريعات. 

فإذا كنت مالكًا لشركة أو مؤسسة يواجهها بعض المشكلات، أو ترغب في التعرف على هذه الإجراءات بشكل تفصيلي من باب الإفادة، فنحن سنقدم لك كل ما تحتاج إلى معرفته في هذا المقال، فتابع معنا. 

إجراءات الإفلاس| نظام الإفلاس السعودي الجديد

يُعرف نظام الإفلاس السعودي الجديد أنه عبارة عن بعض الإجراءات التي نص عليها المشرع السعودي، وهي تهدف إلى مساعدة الشخص المدين أو “المُفلس”، سواء كان شخصًا طبيعيًا أو اعتباريًا، في الحد من المشكلات المادية التي يواجهها. 

كما يمكن الهدف الأساسي وراء إقرار هذا النظام في السعودية في الحفاظ على الوضع الاقتصادي للبلاد وتعزيزه، مع العمل على تنميته بكل الوسائل الممكنة، والتي من أبرزها حماية المدين من حالة الإفلاس التام، والعمل على استعادة نشاطه من جديد. 

قد يهمك أيضًا قراءة: الفحص النافي للجهالة في النظام السعودي

إجراءات الإفلاس وفق نظام الإفلاس الجديد

يتضمن نظام الإفلاس السعودي الجديد عدة إجراءات يتم اللجوء إليها والعمل بها في الأزمات المادية التي تواجه الأفراد والكيانات، وقد وُضعت هذه الإجراءات من قبل مختصين أو لجنة تُعرف باسم “لجنة الإفلاس”. 

وتهدف إجراءات الإفلاس إلى استمرار النشاط التجاري رغم الأزمات المالية التي يتعرض لها، وهي تتكون من سبع خطوات لا يمكن الاستغناء عن أيٍ منها، وسنقوم بتوضيح هذه الإجراءات السبعة الكاملة في السطور القادمة. 

إجراءات الإفلاس

1- التسوية الوقائية: تعد أولى الإجراءات التي يتضمنها نظام الإفلاس هو القيام بالتسوية الوقائية، وقد نص الفصل الثالث من القانون السعودي على هذا الأمر، وتهدف هذه الخطوة إلى وصول الدائن والمدين إلى اتفاق نهائي بينهما؛ وبالتالي يتمكن المدين من الحفاظ على تجارته واستمرارها، مع العمل على سداد ديونه وفق نظام يحميه من التعثر. 

2- إعادة التنظيم المالي: نص نظام الإفلاس السعودي الجديد على أنه لا بد من العمل على إعادة التنظيم المالي للمؤسسة التي تواجه الأزمات؛ لأنه يقوم بمساعدة المدين في إعادة التوازن إلى نشاطه التجاري، ويتم القيام بهذه الخطوة من قبل أمين إعادة التنظيم المالي.  

3- التصفية: يعد إجراء التصفية من الإجراءات التي توجد في أي نظام إفلاس في العالم؛ نظرًا لأهميته الكبيرة، ودوره في الحد من الضرر الواقع على المدين، كما أنه يساهم في حصول الدائنين على بعض حقوقهم، حيث يتضمن إجراء التصفية بيع الأصول الخاصة بالمدين وتوزيع قيمتها على الدائنين، ويتم القيام بهذا الأمر بإشراف أمين التصفية.  

4- التصفية الإدارية: تعد التصفية الإدارية من إجراءات الإفلاس التي لا بد من القيام بها؛ لأنها تعمل على بيع أصول التفليسة، وإعطاء الدائنين جزءًا من حقوقهم لدى الدائن، وعادة ما يتم تنفيذ هذا الإجراء مع صغار الدائنين، ولا بد من أن يتم بإشراف اللجنة الخاصة بالإفلاس. 

5- التسوية الوقائية لصغار المدينين: يهدف هذا الإجراء إلى مساعدة المدين الصغير في الوصول إلى اتفاق مع الدائن؛ من أجل إبرام اتفاق أو تسوية في وقت محدد متفق عليه من الطرفين، مع مراعاة أن يكون هذا الاتفاق أو الإجراء سهلًا وبسيط التكلفة، وهو الأمر الذي يساهم في الحفاظ على نشاط المدين التجاري، وضمان استرجاع وضعه الأول عقب أداء الدين كاملًا. 

6- إعادة التنظيم المالي لصغار المدينين: يعد من الإجراءات التي نص عليها قانون الإفلاس السعودي الجديد هو إجراء إعادة التنظيم المالي لصغار المدينين؛ ويكون بهدف حماية نشاطهم التجاري من التوقف نتيجة للديون الكثيرة، كما أن هذا الإجراء يساعد المدين في التوصل إلى اتفاق مع الدائن في فترة مناسبة له، مع مراعاة أن يتم هذا الاتفاق بإشراف أمين التصفية. 

7- التصفية لصغار المدينين: يعد هذا الإجراء من أهم الإجراءات المخصصة لصغار المدينين، وقد نص الفصل الثامن من قانون الإفلاس على هذا الأمر، وهو يتضمن بيع كافة أصول التفليسة وتوزيع قيمتها على الدائنين، وعادة ما يتم هذا الإجراء عبر إجراءات بسيطة وتكلفة مالية قليلة؛ كونه مخصص لصغار المدينين للحفاظ على تجارتهم. 

قد يهمك أيضًا قراءة: أنواع الشركات في السعودية

مميزات إجراءات الإفلاس وفق نظام الإفلاس الجديد 

نظرًا إلى حرص المملكة العربية السعودية على تنمية اقتصادها وتطويره، فقد سعت إلى إصدار قانون الإفلاس الجديد للحد من الأعباء المالية الواقعة على عاتق بعض الشركات والمؤسسات داخل المملكة والمعرضة إلى خطر الإفلاس، وهو ما سيؤثر على نشاطهم التجاري بشكل سلبي كبير. 

ولذلك فإن لإجراءات الإفلاس العديد من المزايا، ويعد من أهمها ما يأتي: 

إجراءات الإفلاس

1- استفادة بنوك المملكة: تحقق البنوك الموجودة في المملكة العربية السعودية استفادة كبيرة من خلال إجراءات الإفلاس؛ حيث يقوم البنك بالتدخل في هذه الحالة من خلال منح قروض للمدين لسداد ديونه، وبالتالي تزداد سيولة البنك المالية، وهو الأمر الذي يساهم في استمرار عمل عجلة الاقتصاد، ويساعد الجميع على الخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر الممكنة.    

2- تنمية الاقتصاد وتطويره: تساعد الإجراءات الخاصة بالإفلاس والتي نص عليها نظام الإفلاس السعودي الجديد على حماية أصحاب المشروعات من خطر الإفلاس التام، وهو الأمر الذي يساهم في استمرار الأنشطة الاقتصادية في المملكة، وبالتالي المساهمة في تنمية الوضع الاقتصادي، وهذا مع مراعاة تسديد الديون دون التأثير بشكل سلبي على النشاط التجاري. 

3- استمرار النشاط التجاري: يعد من أهم مميزات اللجوء إلى إجراءات الإفلاس هو ضمان استمرار الأنشطة التجارية في المملكة، مع العمل على تسديد كافة الديون في الوقت نفسه، وهو الأمر الذي يؤكد على حرص السعودية الكبير على دعم كافة أصحاب المشروعات باختلاف أنواعها.

4- الحد من انهيار الشركات: يعد الحد من انهيار الشركات بمختلف أنواعها أو وقف هذا الانهيار من أهم مميزات الإجراءات الخاصة بالإفلاس، حيث يعمل نظام الإفلاس الجديد على وضع الكثير من الحلول التي تعمل على سداد ديون المدين دون توقف المشروع التجاري أو التأثير عليه بأي شكل سلبي. 

حيث يعمل النظام الجديد على منح الشركات فرصة لترتيب أوضاعها المالية لسداد ديونها، ويكون هذا الأمر من خلال جدولة كافة الديون بشكل مناسب، وبالتالي يساعد هذا الإجراء في وقف تعرض المشروعات التجارية إلى الانهيار. 

ختامًا، تعد إجراءات الإفلاس من أهم الإجراءات التي يمكن اللجوء إليها في حالة مواجهة أي أزمة مالية أو خطر الإفلاس؛ لأنه يساعد على استمرار النشاط التجاري مع العمل على سداد كافة الديون في الوقت نفسه، كما أن هذه الإجراءات تهدف إلى تعزيز اقتصاد المملكة وجعله دائمًا في تطور واستقرار. 

وفي حالة وجود أي استشارات قانونية بشأن هذا الأمر؛ فيمكنكم طلب استشارة من خلال الموقع (طلب استشارة قانونية) أو التواصل معنا بكل سهولة على الواتساب من هنا.

روابط قد تهمك:

شارك هذه المدونة

تواصل معنا على الواتساب